-A +A
كتب: فهيم الحامد Falhamid2@
يتجدّد الحديث في منطقة الشرق الأوسط بعد تقلد جزار الإعدامات رئيسي منصب الرئيس في إيران، حول كيفية اعدة تموضع نظام خامنئي مع مليشياته في المنطقة، وما هي المتغيرات الجوسياسية التي ستحل بالمنطقة؟ أسئلة عدّة لا تزال بلا أجوبة، لكن المؤكد أن ثمة استعدادات يقوم بها النظام الإيراني لتعزيز نشاط المليشيات المدعومة من إيران والتي سيكون لها دور أساسي في إعادة التموضع والتخريب والتدمير، كونهم وكلاء إيران في المنطقة، لقد تغير الرئيس في إيران، وحتما هذا التغيير سيؤدي لتحوّلات داخلية، تخضع لدينامية وصراع ما تبقى من أجنحة سياسية، إلا أن قواعد اللعبة ستظل بيد فيلق القدس وجهاز اطلاعات الاستخباراتي الذي يقوده خامنئي إلى جانب الأذرع الإيرانية الطائفية في المنطقة.. وأشارت مصادر إيرانية أن هناك توجها لدى خامنئي لإعفاء محمد جواد ظريف من منصبه كوزير للخارجية خصوصا أن ظريف أقرّ أخيرا بهيمنة «الحرس الثوري» على عمل وزارته وهو الأمر الذي أثار عاصفة انتقادات في الأوساط الإيرانية. وبحسب نفس المصادر فإن الرئيس رئيسي رشح اسم سعيد جليلي لتولّي حقيبة الخارجية، وهو ممثل خامنئي في المجلس القومي الإيراني، وكان مفاوضا في الملف النووي مع الغرب، وانسحب من السباق الرئاسي لدعم رئيسي. وأفصحت المصادر أن رئيسي بتوجيه من خامنئي سيقود جملة من التغييرات في المناصب على المدى المتوسط؛ لضمان انتقال سلس في مسائل جوهرية، وانقشاع الغبار في مسألة المفاوضات عن الملف النووي الإيراني، مؤكدة أن رئيسي تلقى إحاطة من رئيس جهاز إطلاعات الاستخباراتي وقادة فيلق القدس حول أوضاع المليشيات الطائفية في عدد من الدول العربية وكيفية إعادة ترتيب اوضاعها، والعودة مجددا لفكرة الهلال الشيعي، لخدمة رؤيتها الجيوسياسية الطائفية الإرهابية الخطيرة من خلال أذرعها وعلى رأسها الحشد الشعبي العراقي وحزب الله والباسيج في سورية والحوثي، إلى جانب حركة حماس والجهاد، كورقة تستخدمها لتعزيز الانقسام الفلسطيني الداخلي، إضافة إلى المليشيات الطائفية المنتشرة في أفغانستان وباكستان، حيث يلعب جهاز الاستخبارات الإيرانية المعروف بـ«اطلاعات»، الدور اللوجستي الأساسي في جمع المعلومات وهو المسؤول عن رسم وتنفيذ برامج العمليات السرية في الداخل والخارج، ويعمل مع المليشيات والجماعات المسلحة وأبرزها حزب الله اللبناني لتدريب وتجنيد مقاتلين في باكستان وأفغانستان واليمن إلى جانب «فيلق القدس» الذي يدير العمليات الخارجية الإرهابية للنظام الإيراني. وينظر إليه على أنه الحلقة المركزية في علاقات طهران مع مجموعات مسلحة مثل حزب الله اللبناني وحماس والحشد الشعبي وعصائب اهل الحق والحوثيين. إن طبيعة المشهد بعد فوز رئيسي تعكس أن الصراع الطائفي الذي دأب عليه الملالي سيشهد تطورات على عدة محاور وخصوصا عند المنطقة العراقية والسورية واللبنانية التي تعد الساحة الأكبر لنفوذ مليشياتها.